مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٢ - الصفحة ٥٨
حد تعبير الشيخ (قدس سره) في مقدمة التبيان (1)، مع مراعاة أن يكون شاهد اللغة والأدب معروفا شائعا، وأما لو كان شاذا نادرا فلا يصح كدليل على صحة التأويل.
التأويل الصحيح والنهي عن التقليد:
لا شك أن التحريف المعنوي للقرآن الكريم عن طريق تأويله بحمل لفظه المقدس على معنى بعيد عنه، مع مخالفة ذلك للمشهور يعد كارثة في الفكر الديني، لما يتركه ذلك التأويل الخاطئ من آثار سلبية خطيرة على بناء عقيدة الفرد وثقافة المجتمع.
ويمكن إرجاع ظاهرة التحريف المعنوي في كتب التفسير إلى واحد - أو أكثر - من الأمور الآتية:
1 - التقليد الأعمى للمفسرين السابقين في تأويلاتهم للقرآن الكريم.
كتقليد مفسري العامة للأخفش (ت 207 ه‍) في حمله قراءة * (وأرجلكم) * بالكسر - في آية الوضوء - على الجر بالمجاورة (2)، ليبرر بذلك غسلها، ولم يلتفتوا إلى ضعف هذا التأويل الذي لا يكون إلا في ضرورات الشعر ونحوها، وهو مما يتنزه عنه كتاب الله عز وجل (3).

(١) التبيان /، من المقدمة.
(٢) بمعنى أن تكون لفظة * (وأرجلكم) * في سورة المائدة ٥: ٦ مجرورة عطفا على " الرؤوس " في الإعراب لمجاورتها لها، وعلى " الوجوه " في المعنى لكي تكون الأرجل مغسولة على كل حال. أنظر: معاني القرآن - للأخفش - ٢ / ٤٦٥.
(٣) وقد بين هذا مفصلا في تحقيق رسالة: نهاية الإقدام في وجوب المسح على الأقدام - للشهيد الثالث -: ٤١٠ هامش رقم ٤، وقد نشرت الرسالة في نشرة " تراثنا " في العددين 47 - 48 لسنة 1417 ه‍.
(٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 ... » »»
الفهرست