مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥٠ - الصفحة ٩٥
جاء به النبي، ودعا إلى الأخذ والعمل به، فكان عليه السلام الهادي بقوله وفعله إلى الله والإسلام بعد الرسول عليه وآله الصلاة والسلام.
و " الهداية " هي: " إراءة الطريق " و " الدلالة " عليه (1)، وقال ابن فارس: " هدي - الهاء والدال والحرف المعتل -: أصلان: أحدهما التقدم للإرشاد، والآخر: بعثة لطف، فالأول قولهم: هديته الطريق هداية، أي:
تقدمته لأرشده، وكل متقدم لذلك هاد، قال:
إذا كان هادي الفتى في البلاد * صدر القناة أطاع الأميرا وينشعب هذا فيقال: الهدى: خلاف الضلالة...
والأصل الآخر: الهدية... " (2).
أقول:
فإذا كان هذا معنى الآية المباركة، ورجعنا إلى الأحاديث الواردة في تفسيرها ووجدنا فيها:
1 - المقابلة بين النبي وبين أمير المؤمنين، بأنه منذر وعلي الهادي.
2 - والحصر المستفاد من كلمة " أنت الهادي " و " الهادي علي ".
3 - والحصر المستفاد من تقديم الظرف في " بك يهتدي المهتدون ".
4 - والحصر المستفاد من الإيماء إلى صدره أو الضرب على منكبه.
5 - وكلمة " بعدي " الظاهرة في المباشرة.
كانت الآية - بمعونة الأحاديث المشتملة على ما ذكرنا - دالة على أن

(١) المفردات في غريب القرآن: ٥٣٨.
(٢) معجم مقاييس اللغة ٦ / 42.
(٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 ... » »»
الفهرست