مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٩ - الصفحة ١١٤
فإذا كان الحديث قد تدنى وانحط إلى هذه المرتبة، ومع ذلك لم يجز إطلاق الوضع عليه، فعدم جواز إطلاقه على حديث الترجمة - الذي لم يتهم أحد من رواته بالكذب - أولى - كما لا يخفى على من أنصف من نفسه - والله يحق الحق وهو يهدي السبيل.
هذا، مع إطباق جمهور الفقهاء والأصوليين والحفاظ على أن الحديث الضعيف حجة في المناقب كما أنه حجة في فضائل الأعمال بإجماع من يعتد به.
وإذا ثبت ذلك لم تبق شبهة لمعاند، ولا مطعن لحاسد، بل وجب على كل من له أهلية أن يقر هذا الحق في نصابه، وأن يرده إلى إهابه، وأن لا يصغي إلى ترهات المضلين، ونزغات المبطلين.
فإن الحكم بالوضع على هذا الحديث مبالغة وإسراف، وإفراط واعتساف، نسأل الله تعالى السلامة من خزي الدنيا وعذاب يوم القيامة، إنه سبحانه سميع مجيب، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.
{{{ وكان الفراغ من جمع هذا الجزء وتنميقه، وتحريره وتنسيقه، منتصف ليلة الجمعة المباركة، ثامن عشر شهر صفر، ختم بالخير والظفر، من شهور سنة سبع عشرة وأربعمائة وألف من الهجرة النبوية، على مهاجرها أفضل صلاة وأزكى تحية، بدار العلم والإيمان، بلدة قم الطيبة صينت عن نوائب الزمان، على يد الفقير إلى الله تعالى خادم الحديث
(١١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 ... » »»
الفهرست