مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٧ - الصفحة ٣٩
إن العصمة وانتخاب أفراد معينين من ذرية محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) للإمامة لا ينافي مصلحة الأمة، وليس هذا احتكارا، وإلا لكان اختيار الله عز وجل لآدم ونوح وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين كذلك، وقد قال الله تعالى: * (إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم) * (1).
وقال عز وجل: * (وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أتمها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق إن ربك عليم حكيم) * (2).
وقال عز وجل: * (ولقد أرسلنا نوحا وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب...) * (3).
لذا، نحن نسأل الدكتور هل إن القول بجعل النبوة والكتاب في خصوص ذرية إبراهيم ونوح احتكارا لهما؟!
ولا أعتقد أن أحدا من المسلمين يتجرأ بنسبة ذلك إلى الله تعالى، والسبب جلي.
ب - بين النبوة والإمامة:
إن قلت: إن العصمة والإمامة لا يتعدى بهما إلى من هم دون مستوى النبوة.
نقول لك: إن علماء المسلمين ومحدثيهم اتفقوا على النصوص التي استدل بها الشيعة على إمامة الأئمة، والتي لها دلالة قاطعة على أن الإمامة

(٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 ... » »»
الفهرست