مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٥ - الصفحة ١٢٦
* وقال تعالى: ﴿فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك في ما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما﴾ (1).
وإنما يكون حكم الله تعالى بيننا من خلال كتابه الكريم وما أنزله فيه من أحكام، وما يحكم به الكتاب فهو قضاء الله تعالى بيننا، وإلى هذا الأمر الواضح يرجع قبول الإمام علي عليه السلام بتحكيم كتاب الله بينه وبين البغاة..
والأمر هكذا مع السنة النبوية، وقد أمرنا أن نرد إليها نزاعاتنا وخلافاتنا، فما حكمت به فهو قضاء رسول الله، وإلى هذا الفهم يرجع أمر الإمام علي عليه السلام لعبد الله بن عباس حين بعثه للاحتجاج على الخوارج، حيث أمره أن يحاكمهم إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم..، وكل ذلك، صغيره وكبيره، ماضيه وحاضره، رهن بحفظ السنة النبوية المطهرة الشريفة.
أمر النبي بحفظ السنة:
* قال صلى الله عليه وآله وسلم: (نضر الله امرأ سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه غيره، فرب حامل فقه ليس بفقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه) (2).
* وكان صلى الله عليه وآله وسلم في بعض خطبه التي شحنها بالأحكام، من أمر ونهي وبيان، يكرر مرارا قوله: (ألا فليبلغ الشاهد الغائب) كما هو ظاهر في خطبته في حجة الوداع، وفي خطبته بغدير خم.

(١) سورة النساء ٤: 65.
(2) جامع بيان العلم: ح 160 - 175.
(١٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 ... » »»
الفهرست