مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤٣ - الصفحة ٣٨
حتى تنصب بإيلياء) (77).
والكلام فيه كالكلام في ما تقدم عليه، إذ لا تصريح فيه بكون المهدي عباسيا.
وقد أجاب ابن كثير عن هذا الحديث بعد أن أورده فقال: (هذا حديث غريب، وهذه الرايات السود ليست هي التي أقبل بها أبو مسلم الخراساني فاستلب بها دولة بني أمية في سنة اثنتين وثلاثين ومائة، بل رايات سود أخرى تأتي بصحبة المهدي - إلى أن قال: - والمقصود أن المهدي الممدوح الموعود بوجوده في آخر الزمان يكون أصل خروجه وظهوره من ناحية المشرق، ويبايع له عند البيت، كما دل على ذلك نص الحديث، وقد أفردت في ذكر المهدي جزءا على حدة ولله الحمد) (78).
أقول:
إن استغلال أحاديث المهدي من قبل العباسيين - كما ستقف عليه - قد نتجت عنه آثار سلبية في تقييم بعض أحاديث المهدي عليه السلام لا سيما حديث الرايات، فهذا الحديث قد روي بطرق شتى من قبل الفريقين، وقد صحح الحاكم بعض طرقه على شرط الشيخين البخاري ومسلم (79)، وتضعيف بعض طرق الحديث لا يعني رد حديث الرايات بتمام طرقه والحكم عليه بالوضع.
ولا يبعد اتخاذ بني العباس لبس السواد شعارا لهم بهدف احتواء الأحاديث الصحيحة الواردة في توطئة حكم الإمام المهدي على أيدي أصحاب

(٧٧) سنن الترمذي ٤ / ٥٣١ رقم ٢٢٦٩.
(٧٨) النهاية في الفتن والملاحم 1 / 55.
(79) مستدرك الحاكم 4 / 502.
(٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 ... » »»
الفهرست