مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤١ - الصفحة ١٤
أنه لا يصح مطلقا، لا متنا ولا إسنادا، بل هو مما عملته أيدي الوضاعين المقبوحين - أخزاهم الله تعالى -.
وليت شعري، كيف تغافل أئمة الحديث وجهابذة النقاد من أهل السنة والجماعة عن التنبيه على اختلاق هذا الحديث الباطل، وهم يعرفون هذا الأمر * (كما يعرفون أبناءهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون * الحق من ربك فلا تكونن) *.
ولعل التحفظ على كرامة هؤلاء العشرة حجزهم على التصريح بذلك، فأغروا العامة باعتقاد لا أصل له، وهذا من الخيانة، وإنها لبئست البطانة * (أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة فما أصبرهم على النار) *.
والمقصود في هذه الرسالة الإبانة عما في هذا الحديث، والكلام عليه بما يقتضيه الحق والإنصاف، متنكبا سبيل التعنت والاعتساف إن شاء الله تعالى.
فإن قال قائل: ما أنكرتم من حديث العشرة المبشرة، وقد وقعت البشارة بالجنة على لسان النبي صلى الله عليه وآله وسلم لآحاد من الصحابة أيضا من غير العشرة، كعمار بن ياسر وسلمان الفارسي والمقداد بن الأسود وزيد بن صوحان وبلال الحبشي وعبد الله بن سلام وغيرهم رضي الله عنهم، بل روي التبشير لبعض التابعين كأويس القرني رحمه الله تعالى.
قلنا: لسنا نجحد شيئا من ذلك البتة، بل نقطع بالجنة لكل من ثبتت له شهادة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بها، وإنما الشأن كله في تبشير أولئك النفر على السياق المذكور في الحديث.
على أنه لم ترد البشارة لأكثرهم في غير حديث الباب الذي سنزيح لك عنه غبار الشبهة، لتقف على جلية حاله وتستبين كنهه، فتنبه.
إذا تقرر هذا لديك فينبغي أولا التنبيه على شناعة صنيع الوضاعين،
(١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 ... » »»
الفهرست