مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٩ - الصفحة ٣٨٧
عليا عليه السلام ألقى إلى أبي الأسود الدؤلي صحيفة قسم فيها الكلام كله إلى اسم وفعل وحرف (3)، وأمره أن يتم عليه (4)، وينحو نحوه (5).
وقد سلك النحاة في تعريف الفعل مسلكين:
الأول: تعريفه بذكر صفاته وعلاماته.
قال ابن السراج (ت 316 ه‍): (الفعل ما كان خبرا ولا يجوز أن يخبر عنه، وما أمرت به. فالخبر نحو: يذهب عمرو، فيذهب حديث عن عمرو، ولا يجوز أن تقول: جاء يذهب، والأمر نحو قولك: إذهب) (6).
وقال أبو علي الفارسي (ت 377 ه‍): (وأما الفعل فما كان مستندا إلى شئ، ولم يسند إليه شئ) (7).
وإنما عدل من الأخبار إلى الإسناد، لأن (من الأفعال ما لا يصح إطلاق الأخبار عليه، كفعل الأمر، نحو: ليضرب، إذ الخبر... ما دخله الصدق والكذب، ويصح أن يطلق عليه الإسناد) (8)، فيكون هذا التعريف شاملا لفعل الأمر بلا حاجة لإلحاقه بعبارة (وما أمرت به)، ولكنه عرضة للإشكال عليه بدخول أسماء الأفعال، لأنها تسند ولا يسند إليها.
وعرفه ابن جني (ت 392 ه‍) بأنه (ما حسن فيه (قد) أو كان أمرا) (9).

(3) أ - إنباه الرواة على أنباه النحاة، علي بن يوسف القفطي، تحقيق محمد أبي الفضل إبراهيم 1 / 39 - 40.
ب - معجم الأدباء، لياقوت، 1 / 39.
ج - الأشباه والنظائر في النحو، للسيوطي، تحقيق عبد العال سالم مكرم، 1 / 12 - 13.
(4) وفيات الأعيان، ابن خلكان، تحقيق إحسان عباس، 20 / 535.
(5) نزهة الألباء في طبقات الأدباء، الأنباري، 4 / 5.
(6) الموجز في النحو، ابن السراج، ص 27.
(7) المقت، صد في شرح الايضاح، عبد القاهر الجرجاني، تحقيق كاظم بحر المرجان، 1 / 76.
(8) المقت، صد في شرح الايضاح 1 / 76 - 77.
(9) اللمع في علم العربية، ابن جني، تحقيق فائز فارس، ص 7.
(٣٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 382 383 384 385 386 387 388 389 390 391 392 ... » »»
الفهرست