مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٨ - الصفحة ٢٩
* ثم ألم يكن في إخفاء صفحات هامة من السيرة تغييرا لوجه السيرة، وعرضها بوجه جديد مخالف لوجهها الحقيقي؟ فكيف يعد هذا مسلكا وسطا؟!
* ويزيد في تغيير وجه السيرة ما يقع أثناء الحديث من ذكر لموقف اشترك فيه مع علي بن أبي طالب رجل آخر، فحين يحذف اسم علي سيبرز الآخر في صورة جديدة لم تكن هي الصورة التي تحققت في الواقع.
فحين يذكر الزهري أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمر أبا بكر على الحج (30)، ثم يخفي ما وراءها من أنه صلى الله عليه وآله وسلم قد بعث عليا عليه السلام على أثره وأمره أن يأخذ منه (براءة) فيبلغها في الموسم، فعاد أبو بكر إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: أنزل في شئ يا رسول الله؟
فقال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: (لا، ولكني أمرت ألا يبلغ عني إلا أنا أو رجل مني) (31). إنه عندما يقطع هذا الجزء فسوف تظهر الواقعة بوجه آخر.
إن الذي سخر منه الزهري آنفا من قول بني أمية في كاتب الكتاب يوم الحديبية (32)، قد وقع في مثله في مواضع كثيرة من مغازيه... وأكثر هذه المواقع وضوحا ما نقله في سد أبواب المسجد، فقال:
قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (سدوا هذه الأبواب الشوارع في

(٣٠) المصنف ٥ / ٣٨٢.
(٣١) هذا الحديث في: مسند أحمد ١ / ٣، ٣٣١ و ٣ / ٢١٢، ٢٨٣ و ٤ / ١٦٤، ١٦٥، سنن الترمذي ٥ / ح ٣٧١٩، سنن النسائي - كتاب الخصائص - ٥ / ح ٨٤٦١، جامع الأصول ٩ / ح ٦٤٩٦، مجمع الزوائد ٩ / ١١٩، تاريخ اليعقوبي ٢ / ٧٦، البداية والنهاية ٧ / 370.
(32) تقدم قول الزهري: إن كاتب الكتاب يوم الحديبية هو علي، ولو سألت بني أمية لقالوا: هو عثمان!
(٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 ... » »»
الفهرست