مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٧ - الصفحة ١١٠
واحد من كبار الأئمة الحفاظ (1).
فقد ذكر كبار الحفاظ امتناع الإمامين الجليلين: أبي زرعة وأبي حاتم الرازيين عن الرواية عن (محمد بن إسماعيل البخاري) لأجل انحرافه في العقيدة في نظرهما، وقال الحافظ عبد الرحمن بن أبي حاتم: كان أبو زرعة ترك الرواية عن البخاري من أجل ما كان منه في المحنة.
ولأجل هذا، فقد أورد ابن أبي حاتم الرازي البخاري في كتابه في (الجرح والتعديل) (2).
ولأجل تكلم أبي زرعة وأبي حاتم، وما صنعه ابن أبي حاتم... فقد أورد الحافظ الذهبي البخاري في كتابه (المغني في الضعفاء) فقال: (حجة إمام، ولا عبرة بترك أبي زرعة وأبي حاتم له من أجل اللفظ) (3).
وأضاف الحافظ الذهبي بترجمة البخاري تكلم الإمام الكبير محمد بن يحيى الذهلي فيه، وأنه كان يقول: (من ذهب بعد هذا إلى محمد بن إسماعيل البخاري فاتهموه، فإنه لا يحضر مجلسه إلا من كان على مثل مذهبه) (4).
بل ذكر الذهبي أن الإمام الذهلي أخرج البخاري ومسلما من مدينة نيسابور (5).
وقال بترجمة الذهلي: (كان الذهلي شديد التمسك بالسنة، قام على محمد بن إسماعيل، لكونه أشار في مسألة خلق أفعال العباد إلى أن تلفظ

(١) هذا حال البخاري إمامهم في الحديث، وسنشير إلى حال إمامهم في العقائد وهو: أبو الحسن الأشعري. ولعلنا نتعرض لحال أئمتهم في الفقه وهم: الأئمة الأربعة! وإمامهم في التفسير وهو: الفخر الرازي... في المواضع المناسبة. إن شاء الله تعالى.
(٢) وذكر ذلك الذهبي في: سير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٦٢.
(٣) المغني في الضعفاء ٢ / ٥٥٧.
(٤) سير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٥٣.
(٥) سير أعلام النبلاء ١٢ / 455.
(١١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 ... » »»
الفهرست