مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٦ - الصفحة ٢٦٨
2 - القول اصطلاحا:
وأما النحاة فقد استعملوا (القول) في خصوص معناه الأول، وأقدم من وجدته يستعمله بمعناه الاصطلاحي - في حدود ما لدي من المصادر - هو ابن معطي (ت 628 ه‍) (18).
وقد عرفوا (القول) بما ينطبق على المعنى المذكور، فقال ابن هشام (ت 761 ه‍): هو (اللفظ المستعمل) (19) أو (اللفظ الدال على معنى) (20).
وتابعه عليه من جاء بعده وقالوا في شرحه: إن المراد من (اللفظ) هو الأعم من المفرد والمركب، والمراد من (الدال على معنى) هو ما يصح السكوت عليه وما لا يصح (21).
ثم عمدوا إلى بيان النسبة بين القول، وبين كل من الكلمة والكلام والكلم بمعانيها الاصطلاحية، وأنها نسبة العموم، قال ابن معطي: (والقول يعم الجميع) (22)، وقال ابن مالك (ت 672 ه‍) في أرجوزته الألفية: (والقول عم).
وقال بعض شراحها: أي أن (القول) يطلق على كل من الكلمة والكلام والكلم (23).

(18) الفصول الخمسون، ابن معطي، تحقيق محمود الطناحي، ص 149.
(19) شرح اللمحة البدرية، ابن هشام 1 / 203.
(20) أ - أوضح المسالك إلى ألفيه ابن مالك 1 / 12.
ب - شرح شذور الذهب، ص 11.
ج - شرح قطر الندى، ص 11، وكلها لابن هشام، وتحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد.
(21) شرح التصريح على التوضيح، خالد الأزهري 1 / 27.
(22) الفصول الخمسون، ص 149.
(23) شرح ابن عقيل على الألفية، تحقيق محيي الدين عبد الحميد 1 / 16.
(٢٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 ... » »»
الفهرست