مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٦ - الصفحة ٢٦٤
يطرحه الفم من الأصوات، (وسمي ذلك لفظا، لأنه هواء مرمي من داخل الرئة إلى خارجها، فهو مصدر أريد به المفعول، كالخلق بمعنى المخلوق) (4).
فاللفظ بهذا المعنى (يطلق على كل حرف، من حروف المعجم كان أو من حروف المعاني، وعلى أكثر منه، مفيدا كان أو لا) (5).
2 - اللفظ اصطلاحا:
استعمل النحاة (اللفظ) اصطلاحا، بمعناه اللغوي الأخير، أي بمعنى اسم المفعول، وأرادوا به خصوص ما كان أصواتا بلفظها الفم (6).
وأول ما وجدته من تعاريف اللفظ - في حدود ما توفر لدي من المصادر - ما نسبه ابن يعيش (ت 643 ه‍) إلى سيبويه من أن اللفظ (جماعة حروف ملفوظ بها) (7).
ويؤخذ عليه أن اللفظ قد يكون حرفا واحدا كفاء العطف ولام التملك.
ويلي تعريف الرماني (ت 384 ه‍): (اللفظ كلام يخرج من الفم) (8)، ويريد بذلك الكلام بمعناه اللغوي لا الاصطلاحي، وإلا ورد عليه أن اللفظ في الاصطلاح أعم من الكلام، إذ يشمله ويشمل الكلمة والكلم والقول.
وعرفه ابن هشام (ت 761 ه‍) بتعريفين:
أولهما: (الصوت المشتمل على بعض الحروف، سواء دل على معنى

(٤) أ - حاشية الخضري على شرح ابن عقيل ١ / ١٤.
ب - حاشية الصبان على شرح الأشموني ١ / ٢١.
(٥) شرح الرضي على الكافية ١ / 20.
(6) شرح الأزهرية في علم العربية، خالد الأزهري، ص 11.
(7) شرح المفصل، ابن يعيش 1 / 19.
(8) الحدود في النحو، الرماني، ضمن كتاب (رسائل في النحو واللغة) تحقيق مصطفى جواد ويوسف مسكوني، ص 42.
(٢٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 ... » »»
الفهرست