مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٣٥ - الصفحة ٢٤٤
وبعد ذلك ظلت مصر فترة عشرين سنة بلا مطبعة، أي حتى سنة 1821 م، حينما أنشئت (المطبعة الأهلية)، التي عرفت بمطبعة (بولاق)، لأنها وضعت أخيرا في بولاق، وعهد بإدارتها إلى نقولا مسابكي السوري، الذي تمرس في فن الطباعة في روما.
ثم أنشئت (المطبعة الأهلية القبطية) سنة 1860 م، وبعدها (مطبعة وادي النيل) سنة 1866 م، التي كانت تطبع فيها صحيفة (وادي النيل) لصاحبها أبي السعود أفندي، وتكاثرت المطابع فيما بعد في زمن الخديوي إسماعيل (64).
ولكن أعظم المطابع إنتاجا، وأكثرها إسهاما في إحياء التراث، هي مطبعة بولاق، التي واصلت عملها لما يربو على تسعين عاما، وأصدرت عددا كبيرا من كتب التراث وموسوعاته، بطبعات مصححة، تولى الإشراف على ضبطها وتقويمها ونشرها جماعة من المشايخ المحققين الخبراء، ومن أشهرهم:
الشيخ نصر الهوريني، والشيخ قطة العدوي، والشيخ محمد الحسيني، والشيخ طه محمود، والشيخ محمد عبد الرسول.
فقد كان لهؤلاء وغيرهم من المصححين الأوائل في بولاق أعظم الأثر، في تشييد أركان مدرسة علمية فنية خاصة لتصحيح ونشر التراث، تخرجت فيها فيما بعد الأجيال اللاحقة من أبرز محققي التراث في هذا العصر، من أمثال:
أحمد زكي باشا، وأحمد محمد شاكر، وعبد السلام هارون، ومحمد مصطفى زيادة، ومصطفى السقا، وإبراهيم الأبياري، وعبد الحفيظ شلبي، ومحمد أبو الفضل إبراهيم، والسيد أحمد صقر، وعائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ)، ومحمد محيي الدين عبد الحميد... وعشرات غيرهم.

(64) زيدان، جرجي. تاريخ آداب اللغة العربية. بيروت: دار مكتبة الحياة، 1983، 4 / 407 - 409.
(٢٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 239 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 ... » »»
الفهرست