مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢٩ - الصفحة ٤٧
الشرح:
حديثه عليه السلام في النثر والنظم المذكورين مع أبي بكر وعمر، أما النثر فإلى عمر توجيهه، لأن أبا بكر قال لعمر: امدد يدك! قال له عمر: أنت صاحب رسول الله في المواطن كلها، شدتها ورخائها، فامدد يدك أنت يدك!
فقال علي عليه السلام: إذا احتججت لاستحقاقه الأمر بصحبته إياه في المواطن كلها، فهلا سلمت الأمر إلى من قد شركه في ذلك وزاد عليه بالقرابة؟!
وأما النظم فموجه إلى أبي بكر، لأن أبا بكر حاج الأنصار في السقيفة، فقال: نحن عترة رسول الله صلى الله عليه وسلم! وبيضته التي تفقأت عنه، فلما بويع احتج على الناس بالبيعة وأنها صدرت عن أهل الحل والعقد!
فقال علي عليه السلام: أما احتجاجك على الأنصار بأنك من بيضة رسول الله صلى الله عليه وآله، ومن قومه فغيرك أقرب نسبا منك إليه، وأما احتجاجك بالأخبار ورضى الجماعة بك، فقد كان قوم من جملة الصحابة غائبين لم يحضروا العقد، فكيف يثبت؟!).
وحيث لم يجد ابن أبي الحديد سبيلا للمناقشة في نسبة النص، أو في لفظه، ولم يملك جوابا عن هذا الحجاج، تهرب عن الجواب قائلا:
(وأعلم أن الكلام في هذا تتضمنه كتب أصحابنا في الإمامة، ولهم عن هذا القول أجوبة! ليس هذا موضع ذكرها!!).
أقول: وأما محمد عبده فقد أراح أصحابه المتكلمين عن التفكر في الجواب والرد بتلاعبه بالنص.
ثم إن النص نفسه مني بتحريف آخر في طبعة محمد كمال بكداش في بيروت، فأصبح في هذه الطبعة ص 193 من الجزء الثاني: وا عجباه أتكون الخلافة بالصحابة والخلافة!
(٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 ... » »»
الفهرست