مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٢٧ - الصفحة ٩٨
اضطر إلى هذا التحمل لما رأى بطلان كلام ابن حجر...
كما أنه ترك قول ابن حجر: " يستقربون إلى المسجد منها " لالتفاته إلى أنها حينئذ " أبواب " لا " خوخ "!
لكنه مع ذلك كله نبه على ما نبه عليه السمهودي من أن الأحاديث الواردة تنفي الإذن بجعل " الخوخ " بعد " سد الأبواب "... فقال:
" وعلى كون المراد بسد الأبواب تضييقها وجعلها خوخا يشكل ما جاء (143)...
فعلى تقدير صحة ذلك يحتاج إلى الجواب عنه ".
ولكن لا جواب، لا منه ولا من غيره!!!
ثم قال: " وعلى هذا الجمع يلزم أن يكون باب علي كرم الله وجهه استمر مفتوحا في المسجد مع خوخة أبي بكر، لما علم أنه لم يكن لعلي باب آخر من غير المسجد. وحينئذ قد يتوقف في قول بعضهم: في سد الخوخ إلا خوخة أبي بكر إشارة إلى استخلاف أبي بكر لأنه يحتاج إلى المسجد كثيرا دون غيره " (144).
أقول: وفي هذا رد على الخطابي وابن بطال ومن تبعهما... وعلى ابن حجر نفسه الذي اختار هذا الجمع وهو مع ذلك ينقل كلمات أولئك... اللهم إلا أن يقال بعدم ارتضائه لها لما أشرنا إليه سابقا من قوله لدى نقلها: " وقد ادعى... "..
حقيقة الحال في هذا الحديث أقول: قد رأيت عدم تمامية شئ مما ذكروا في وجه الجمع بين القصتين، وأن

(١٤٣) ذكر العباس في قضية " سد الأبواب إلا باب علي " غلط، بل هو حمزة عليه السلام، لأن العباس أسلم عام الفتح وقصة علي قبل أحد... وهذا واضح وقد نبه عليه غير واحد... ثم رأيت ابن سيد الناس في عيون الأثر ٢ / 336 يذكر طلب العباس واعتراضه في قضية " إلا باب أبي بكر " المزعومة... وكأنه لغرض تثبيت قصة أبي بكر!!
(144) إنسان العيون 3 / 461.
(٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 ... » »»
الفهرست