مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٩ - الصفحة ٩
عمرو بن العاص ومعاوية، كأنهم لا يريدونهما بذلك وإنما يريدونه (2).
وابتلي الحق - ثانية، وهو متمثل في التشيع بأولئك الأعداء، مقنعين باسم السلف والسنة، حيث تصدوا له بالمنابذة والمعارضة، فواجهتهم أدلته القاطعة وحججه الصارمة الناصعة.
ولما تعرضوا لأئمة الحق من آل محمد، خلفاء الرسول من عترته الطاهرة، أعجزتهم قوة أولئك السادة العلماء بالحق، وصلابة أولئك الأوتاد العرفاء بالله، وإخلاصهم في التفاني من أجله، بما لم يثنهم عن ذلك، حتى الاغتيال والقتل الذريع، والسجن والهتك الفظيع، بل ظلوا صامدين، مصرين على قول الحق وفعل الصدق، رغم كل أساليب العدوان وأقاويل البهتان التي استعملها الأعداء ضدهم.
ولقد اضطر أعداء الحق للخضوع أمام عظمتهم، والاعتراف لم بكل كرامة:
يقول ابن حجر الهيتمي - وهو يتحدث عن (حديت الثقلين) المحتوي على قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم في القرآن وأهل البيت -: " لا تقدموهما فتهلكوا، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم (3).
قال: في قوله صلى الله عليه وآله وسلم دليل على أن من تأهل منهم للمراتب العلية والوظائف الدينية) كان مقدما على غيره (4).
ويقول الذهبي - في ترجمة الإمام الثاني عشر محمد بن الحسن عليه السلام -:
محمد، هذا، هو الذي يزعمون أنه " الخلف الحجة " وأنه " صاحب الزمان " وأنه حي لا يموت حتى يخرج، فيملأ الأرض عدلا وقسطا، كما ملئت ظلما وجورا.
[قال الذهبي:] فوددنا ذلك - والله -!

(٢) الاختلاف في اللفظ: ٤٨.
(٣) أنظر: مصادر حديث الثقلين، بألفاظه المختلفة في مقال " أهل البيت في المكتبة العربية " المنشور في مجلة (تراثنا) العدد (15) السنة الرابعة، 1409 / ص 84.
(4) الصواعق المحرقة لابن حجر: 136.
(٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 5 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»
الفهرست