مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٨ - الصفحة ١٦٩
إلهي، لو لم ترد بي خيرا لم تنهج (45) لي مسالك دعائك، وتدلني على استماحة عطائك، وتستر قبحي عن جماعة عبيدك وإمائك.
إلهي، من رفق بي في دار التأديب فلم يفضحني بجرائمي، أهل أن يستر علي في دار الجزاء عظائمي.
إلهي، إن كنت لا تقطع بسيف الحرمان لسانا في حال مناجاته، ولا تسومه هوانا في تضاعيف دعواته.
فقد جعلت بخاطر الإشارة كل جزء مني، لسانا يخاطب عني، ويباعد الغضب مني.
يا من شحن (55) بيوت أموال الزاهدين بذخائر دار البقاء، وسجن أهلها عنها في دار الفناء.
اجعلنا ممن لا يغفل عن الأجل بتعقل العاجل، ويعتاض عن سعادة الأبد لذة الأيام القلائل.
يا من سهرت في طلب رضاة عيون العارفين، وشهرت في محاربة أعدائه سيوف المكاشفين.
وسالت في الحنين إليه أحداق المحبين، وسألت عن نهاية أسرار مراده خواطر الموحدين.
فرغني لخدمتك، وأقر عيني برحمتك.

(54) نهج الطريق: بينه وأوضحه.
(55) شحن: ملأ. ووجدته في المعاجم التي بين يدي يتعدى إلى المفعول الثاني بالباء، ولذلك أضفت الباء إلى " ذخائر ".
(١٦٩)
مفاتيح البحث: الغضب (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 ... » »»
الفهرست