مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٥ - الصفحة ٢٠
ظاهر ما بأيدينا من المؤلفات الأولى يؤيد ما قاله العلمان المذكوران، فإن المؤلفين المعروفين في المغازي والسير كلهم متأخرون عن عصر ابن أبي رافع وفاة.
فقد حددت وفاة ابن أبي رافعه بحوالي سنة 80 ه‍ (14)، بينما نجد أقدم من عرف له تأليف في المغازي، وهو عروة بن الزبير، قد توفي سنة 93 على أقل تقدير، أو سنة 94 أو سنة 96 (15) وقد ذكر خليفة: أنه يقال: إنه - يعني عروة - أول من ألف في السيرة (16).
ونقله الدكتور الأعظمي، عن السخاوي في كتابه (الإعلان بالتوبيخ) ص 48 (17).
وأكد ذلك، مارسدن جونسن، وقاله: إنه هو أول من دون السيرة بشكلها الذي عرف فيما بعد (18).
ووافقه الأعظمي، ثم أضاف: قد أطبق الكتاب والمؤلفون - من القرن الثاني، حتى الآن - على أن عروة بن الزبير كتب شيئا عن المغازي، بل ألف كتابا في المغازي (19).
ونقول:
إن كان المراد بكلمة (المغازي) خصوص مغازي رسول الله صلى الله عليه وآله وسل - كما هو ظاهر الكلمة، والمنصرف منها عند إطلاقها، أو بقرينة البحث عن عروة - فذلك أمر يعود التحقيق فيه إلى أهله.
وأما إذا كان المراد به مطلق الغزوات، بما يشمل الحروب التي وقعت في

(١٤) مغازي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعروة: ١٨.
(١٥) المصدر السابق: ٤٤.
(١٦) كشف الظنون ٢ / 1747.
(17) مغازي رسول الله صلى الله عليه وآله، لعروة: 57.
(18) المغازي، للواقدي، المقدمة: 21.
(19) مغازي رسول الله صلى الله عليه وآله، لعروة: 57.
(٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 ... » »»
الفهرست