مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٢ - الصفحة ٦٠
مصاحف ثلاثة: مصحفا فيه قراءة ابن مسعود، ومصحفا فيه قراءة أبي، ومصحفا فيه قراءة زيد. فلم أجد في كل منها ما يخالف بعضها بعضا) (50).
وهكذا تندفع الشبهة الرابعة.
رد أحاديث نقصان القرآن:
وأما أحاديث نقصان القرآن فالمعروف بينهم حملها على نسخ التلاوة، لئلا يلزم ضياع شئ من القرآن، ولا الطعن فيما أخرجه الشيخان وما رواه الأئمة الأعيان، وقد ذكروا لها أيضا وجوها من التأويل سنذكرها.
ولكن - مع ذلك - نجد فيهم من يطعن في بعض تلك الأحاديث فعن ابن الأنباري في: (ابن آدم لو أعطي واديا)، ورواية عكرمة: (قرأ علي عاصم (لم يكن) ثلاثين آية هذا فيها): (إن هذا باطل عند أهل العلم، لأن قراءتي ابن كثير وأبي عمرو متصلتان بأبي بن كعب لا يفرقان فيهما هذا المذكور في لم يكن) (51).
وقال بعضهم في (آية الحمية): (روي عن عطية بن قيس، عن أبي إدريس الخولاني: إن أبا الدرداء ركب إلى المدينة في نفر من أهل دمشق ومعهم المصحف ليعرضوه على أبي بن كعب وزيد وغيرهما، فغدوا على عمر، فلما قرؤا بهذه الآية: إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية.. قال عمر: ما هذه القراءة؟
فقالوا: أقرأنا أبي...، فهذه وما يشبهها أحاديث لم تشتهر بين نقلة الحديث، وإنما يرغب فيها من يكتبها طلبا للغريب) (52).
وقال فيما ورد عن زر عن أبي بن كعب في عدد سورة الأحزاب (53):
(يحمل - إن صح، لأن أهل النقل ضعفوا سنده - على أن تفسيرها...) (54).

(٥٠) مقدمتان في علوم القرآن: ٤٧.
(٥١) مقدمتان في علوم القرآن: ٨٥.
(٥٢) مقدمتان في علوم القرآن: ٩٢.
(٥٣) في لفظ رواية كتاب (مقدمتان في علوم القرآن): (الأعراف).
(٥٤) مقدمتان في علوم القرآن: ٨٢.
(٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 ... » »»
الفهرست