مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١٢ - الصفحة ٤٥
مذاهب العرب وما لهم في النصب على الاختصاص من الافتنان، وغبي عليه أن السابقين الأولين الذين مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كانوا أبعد همة في الغيرة على الإسلام وذب المطاعن عنه من أن يتركوا في كتاب الله ثلمة ليسدها من بعدهم، وخرقا يرفوه من يلحق بهم...) (3).
وقال الرازي: (وأما قوله: [والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة] ففيه أقوال، الأول: روي عن عثمان وعائشة أنهما قالا: إن في المصحف لحنا وستقيمه العرب بألسنتها. واعلم: أن هذا بعيد، لأن هذا المصحف منقول بالنقل المتواتر عن رسول الله [صلى الله عليه وآله] فكيف يمكن ثبوت اللحن فيه؟!) (4).
وقال الزمخشري في الآية (... حتى تستأنسوا...) بعد نقل الرواية عن ابن عباس فيها: (ولا يعول على هذه الرواية) (5).
وقال الرازي فيها: (واعلم أن هذا القول من ابن عباس فيه نظر، لأنه يقتضي الطعن في القرآن الذي نقل بالتواتر، ويقتضي صحة القرآن الذي لم ينقل بالتواتر، وفتح هذين البابين يطرق الشك في كل القرآن، وأنه باطل) (6).
وقال النيسابوري: (روي عن عثمان وعائشة أنهما قالا: إن في المصحف لحنا وستقيمه العرب بألسنتها، ولا يخفى ركاكة هذا القول، لأن هذا المصحف منقول بالتواتر عن رسول الله [صلى الله عليه وآله]، فكيف يمكن ثبوت اللحن فيه؟!) (7).
وقال ابن كثير في (... حتى تستأنسوا...) بعد نقل قول ابن عباس:
(وهذا غريب جدا عن ابن عباس) (8).
وقال الخازن في (... والمقيمين...): (اختلف العلماء في وجه نصبه،

(٣) الكشاف ١ / ٥٨٢.
(٤) التفسير الكبير ١١ / ١٠٥ - ١٠٦.
(٥) الكشاف ٣ / ٥٩.
(٦) التفسير الكبير ٢٣ / ١٩٦.
(٧) تفسير النيسابوري ٦ / ٢٣ هامش الطبري.
(٨) تفسير ابن كثير ٣ / 280.
(٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 ... » »»
الفهرست