مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ١١ - الصفحة ٧٩
لقد كثر التكلم والقول فيه حتى انبرى أمير المؤمنين عليه السلام - فيما يروون - ليدافع عن عثمان ومصحفه. قال الحافظ ابن حجر العسقلاني: " وقد جاء عن عثمان أنه إنما فعل ذلك بعد أن استشار الصحابة، فأخرج ابن أبي داود بإسناد صحيح من طريق سويد بن غفلة قال: قال علي: لا تقولوا في عثمان إلا خيرا، فوالله ما فعل الذي فعل في المصاحف إلا عم ملأ منا، قال: ما تقولون في هذه القراءة فقد بلغني أن بعضهم يقول: إن قراءتي خير من قراءتك وهذا يكاد يكون كفرا، قلنا: فما ترى؟ قال: أرى أن يجمع الناس على مصحف واحد، فلا يكون فرقة ولا اختلاف، قلنا: فنعم ما رأيت " (12).
وكذلك العلماء والمحدثون في كتبهم، حتى ألف بعضهم كتاب " الرد على من خالف مصحف عثمان " (13).
فعن ابن عمر أنه قال: "... ما يدريه ما كله؟ قد ذهب منه قرآن كثير " (14) وعن عبد الله بن مسعود: " أنه كره لزيد بن ثابت نسخ المصاحف " (15).
وعنه: " لو ملكت كما ملكوا لصنعت بمصحفهم مثل الذي صنعوا بمصحفي " (16).
وعن ابن عباس في قوله تعالى: " حتى تستأنسوا وتسلموا " (17): " إنما هي خطأ من الكاتب، حتى تستأذنوا وتسلموا " (18).
وعنه في قوله تعالى: " أفلم ييأس الذين آمنوا أن لو يشاء الله... " (19):
" أظن الكاتب كتبها وهو ناعس " (20).

(١٢) فتح الباري ٩: ١٥.
(١٣) لابن الأنباري كتاب بهذا الاسم.
(١٤) الدر المنثور.
(١٥) فتح الباري ٩: ١٦.
(١٧) محاضرات الراغب.
(١٧) سورة النور: ٢٧.
(١٨) الإتقان في علوم القرآن.
(١٩) سورة الرعد: ٣١.
(٢٠) الإتقان في علوم القرآن.
(٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 ... » »»
الفهرست