ثم كان عبد الملك بن مروان من الذين يقولون بقول زيد (64) أما أبوه مروان فكان قد بلغ من اهتمامه بزيد: أن دعاه، وأجلس له قوما خلف ستر، فأخذ يسأله، وهم يكتبون، ففطن لهم زيد، فقال: يا مروان اعذر، إنما أقول برأيي (65) وأتاه أناس يسألونه، وجعلوا يكتبون كل شئ قاله، فلما أطلعوه على ذلك قال لهم: " لعل كل الذي قلته لكم خطأ إنما قلت لكم بجهد رأي " (66) ومع أنه يعترف بأنه إنما يفتي لهم برأيه، فقد بلغ من عمل الناس بفتواه المدعومة من قبل الحكام، أن سعيد بن المسيب يقول:
" لا أعلم له قولا لا يعمل به، فهو مجمع عليه في المشرق والمغرب " (67) فانظر ماذا ترى!؟
وآخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين.