مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٥ - الصفحة ٤٢
مؤلفات الشريف الرضي:
لم يذكر النديم في الفهرست من مؤلفات الشريف الرضي شيئا، وهذا ربما يستغرب في بادئ النظر لأنه كان في عصره ومصره، وذلك لأن الفهرست ألف سنة 377، والرضي يومذاك ابن ثماني عشرة سنة، فهو بعد في دور التعلم والقراءة على الأساتذة.
نعم جاء ذكر الشريف الرضي في فهرست النديم في ترجمة أستاذه ابن جني، المتوفى سنة 392، حيث ذكر فيه - في مؤلفات ابن جني - ص 95: تفسير المراثي الثلاث والقصيدة الرائية للشريف الرضي، مما يدل على أنه اشتهر بالشعر الجيد حيث تعاطى القريض منذ صباه، ونظم الشعر وهو ابن عشر، وانتشرت له القصائد الجياد وهو في سن المراهقة، وكان للرضي مكانة مرموقة في الشعر والأدب حتى أن أستاذه أبا الفتح ابن جني شرح أربعا من قصائده في أربعة مجلدات، تكلم عن كل قصيدة منها في مجلد، وإذا رأينا أن النديم ذكر الشريف في فهرسته المؤلف سنة 377، علمنا أن هذه القصائد - التي هي قمة في الجودة إلى درجة يشرحها أستاذه ابن جني - هي مما نظمه وهو دون الثامنة عشرة من عمره، بل ربما كان في حدود البالغين.
ونعود فنقول: حسب الرضي أن أستاذه ابن جني يتولى شرح شعره المبكر في أربعة مجلدات.
وأن يكون مهيار الديلمي تلميذا له وخريج مدرسته، فقد أسلم على يده وهو أحد المتخرجين من معهده الثقافي، فقد كان للشريف الرضي مؤسسة ثقافية، ومعهدا علميا كما يحدثنا عنه ابن خلكان في وفيات الأعيان، وآدم متز.
فقد ذكر في كتابه الحضارة الإسلامية دور العلم والمؤسسات الثقافية، وعد منها مؤسسة الرضي، وذكرها في 1 / 330: وكذلك اتخذ الشريف الرضي (المتوفى عام 406 - 1015 م) نقيب العلويين، والشاعر المشهور، دارا سماها " دار العلم " وفتحها لطلبة العلم، وعين لهم جميع ما يحتاجون إليه (1).

(١) أقول:، وكذلك فعل قبله العياشي بما يقرب من مائة وخمسين سنة، وهو أبو النضر محمد بن مسعود العياشي السمرقندي، ذكره النديم في الفهرست ٢٤٤ وقال: " من فقهاء الشيعة الإمامية، أو حد دهره وزمانه في غزارة العلم، ولكتبه بنواحي خراسان شأن من الشأن... - ثم عدد كتبه وقال -: تبلغ ٢٠٨ كتابا ".
وترجم له الشيخ الطوسي في الفهرست وفي كتاب الرجال وقال: " أكثر أهل المشرق علما وفضلا وأدبا وفهما ونبلا في زمانه، صنف أكثر من مائتي مصنف ذكرناها في الفهرست، له مجلس للخاص ومجلس للعام ".
وترجم له النجاشي في الفهرست وقال: " أنفق أبو النضر على العلم والحديث تركة أبيه سائرها، وكانت ثلاثمائة ألف دينار، وكانت داره كالمسجد بين ناسخ أو مقابل أو قار أو معلق مملوءة من الناس... ".
وقال في ترجمة الكشي محمد بن عمر بن عبد العزيز: " وصحب العياشي وأخذ عنه وتخرج عليه في داره التي كانت مرتعا للشيعة وأهل العلم... ".
(٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة العدد - حول تحقيق نهج البلاغة 7
2 مقدمة في مصادر نهج البلاغة - الشيخ حسن حسن زاده الآملي 12
3 المتبقي من مخطوطات نهج البلاغة حتى نهاية القرن الثامن الهجري - السيد عبد العزيز الطباطبائي 25
4 الشريف الرضي فقيها - الشيخ رضا الاستادي 103
5 أهل البيت عليهم السلام في نهج البلاغة - السيد علي الميلاني 125
6 ذكرى الشريف الرضي - الدكتور الشيخ أحمد الوائلي 148
7 الشريف الرضي في ذكراه الألفية - الشيخ جعفر الهلالي 154
8 ما ينبغي نشره من التراث 158
9 وثائق تاريخية - رسائل - هيئة التحرير 162
10 من ذخائر التراث - المفاضلة بين الرضي والهروي - السيد أحمد الحسيني 176
11 ملف مؤتمر الشريف الرضي - الشاعر الطموح - الدكتور السيد محمد بحر العلوم 197
12 الرضي والمرتضى كوكبان - الشيخ جعفر السبحاني 248
13 دفاع عن الشريف الرضي في عقيدته - الدكتور الشيخ محمد هادي الأميني 263
14 أكذوبتان - السيد جعفر مرتضى العاملي 268
15 أهل البيت عليهم السلام في بعض شعر الشريف الرضي - الدكتور حمودي 279
16 من أنباء التراث 294