مجلة تراثنا - مؤسسة آل البيت - ج ٤ - الصفحة ١١
وعندي أن لطالب التحقيق أن يمتحن نفسه بقراءة الخطوط اليدوية الشائعة، فإنها أول الطريق وقراءة الكتب المحققة جيدا وملاحظة هوامشها، لأن محققي التراث الضابطين يستدلون لقرائتهم في الهوامش - غالبا - بأدلة تفتح الذهن وترسخ الملكة.
وقراءة مقالات النقود والردود التي يعقب بها بعضهم على بعض، ومظنتها المجلات المتخصصة كمجلة مجمع اللغة العربية بدمشق، ومجلة كلية الآداب بجامعة القاهرة، ومجلة الأستاذ العراقية... وأمثالها.
فإن في هذين الموردين من لطائف التصحيح، ودقائق التصحيف الشئ الكثير.
وقد جاء السيد محمد باقر الداماد قدس سره (960 - 1041 ه‍) في الراشحة السابعة والثلاثين من كتابه الفريد " الرواشح السماوية في شرح أحاديث الإمامية " وهو شرح لأجل كتب حديث أهل البيت عليهم السلام، كتاب الكافي للشيخ الكليني قدس سره، ومما يحز في النفس وتكاد أن تذهب عليه حسرات عدم إكماله هذا الشرح القيم، فلم يخرج منه إلا بعض المقدمة..
جاء هذا العيلم بكلام جامع في التحريف والتصحيف (ص 132 - 157 من مطبوعته على الحجر سنة 1311 ه‍).
قال رحمه الله عن التصحيف في ص 133: " وهذا فن جليل عظيم الخطر، إنما ينهض بحمل أعبائه الحذاق من العلماء الحفاظ والنقاد من الكبراء المتبصرين ".
وقسمه إلى أقسام:
محسوس لفظي: وهو واقع في مواد الألفاظ وجواهر الحروف وصورها الوزنية و كيفياتها الإعرابية وحركاتها اللازمة.
وهذا التصحيف المحسوس اللفظي:
إما من تصحيف البصر كجرير وحريز.
وإما من تصحيف السمع ك‍ (استأى لها) أي استاء و (استآلها) أي أولها - من التأويل -.
ثم تكلم رحمه الله عن التصحيف المعنوي.
ثم ساق أمثلة من تصحيفات عصرييه - لا نوافقه على كلها -.
وبالجملة فهو بحث عميق دقيق من مجرب خبير، فلا يفوتن طلبة العلم إمتاع
(١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 5 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 ... » »»
الفهرست