والذي أعتقده: أن الشيخ الطوسي بنى تأليف كتاب الرجال على أساس تتبع جميع الروايات المنقولة عن المعصومين عليهم السلام سواء من طرق الخاصة أو العامة، فأثبت أسماء من روى عنهم. وجمع رواة كل إمام في باب، ووصف بوصف " أسند عنه " من بين الرواة عن ذلك الإمام خصوص من روى عنه ملتزما منهج الإسناد المذكور - وهو المتصل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم - أولئك الرواة الذين جمعوا روايات ذلك الإمام على ذلك المنهج في كتاب خاص باسم " المسند ".
الخاتمة هذا ما انتهينا إليه من البحث، وخلاصة ما نراه:
1 - أن الفعل أسند، هو مبني للمعلوم وفعله ماض، وفاعله الضمير العائد إلى الراوي الموصوف به.
2 - أن الضمير في (عنه) يعود إلى الإمام الذي عد الراوي من أصحابه.
3 - المراد بهذا الوصف: أن الراوي إنما يروي عن الإمام الروايات المسندة إلى النبي صلى الله عليه وآله وأنه جمع ذلك في كتاب يعد " مسندا ".
4 - أن الوصف لا يختص بأصحاب الصادق عليه السلام بل وصف به رواة الأئمة: الباقر، والكاظم، والرضا، والهادي، عليهم السلام، وإن كان أكثر الموصوفين هم من أصحاب الإمام الصادق عليه السلام.
5 - أن وصف الرجل بذلك يدل في البداية على أن الرجل عامي المذهب لا يعترف بأن الإمام يسند إليه الحديث، بل إنما يعتبر من كلام الإمام ما كان مرفوعا منه إلى النبي صلى الله عليه وآله لكن إذا دلت القرائن الخارجية على أن الراوي الموصوف به شيعي المذهب فهو دليل على أن هذا الراوي كان نبيها جدا، وأراد أن يجمع ما رواه الأئمة عليهم السلام مسندا إلى جدهم للاحتجاج بذلك على الآخرين الذين لا يعتقدون بإمامتهم، فيكون الوصف دالا على جلالة وفضل.
فالوصف - على كل حال - لا يدل على قدح يؤدي إلى الضعف أو مدح يؤدي إلى الثقة، بل هو دليل على منهجية خاصة في رواية الحديث.
والحمد لله على توفيقه والصلاة على سيدنا محمد المصطفى وعلى علي أمير المؤمنين وآلهما الطيبين الطاهرين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.