لب الأثر في الجبر والقدر - محاضرات السيد الخميني ، للسبحاني - الصفحة ٦٠
عز وجل بعدله، فأخرجوه من قدرته وسلطانه " (1).
كما أن المجبرة لجأوا إلى الجبر ونفي العلية والقدرة والاختيار عن العباد لصيانة التوحيد في الخالقية وتمجيدا وتعظيما له سبحانه، ولكنهم غفلوا عن أنهم نسبوا إلى الخالق القول، بالتكليف بما لا يطاق.
روى هشام بن سالم عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: " إن الله أكرم من أن يكلف الناس بما لا يطيقون، والله أعز من أن يكون في سلطانه ما لا يريد ". (2) وأما القائل بالأمر بين الأمرين، فقد حفظ مقام الربوبية والحدود الإمكانية وأعطى لكل حقه.
إن الناقد البصير والقائل بالأمر بين الأمرين له عينان يرى بواحدة منهما مباشرة العلة القريبة بالفعل بقوته وإرادته وعلمه، فلا يحكم بالجبر، ويرى بالأخرى أن مبدأ هذه المواهب هو الله سبحانه وأن الجميع قائم به فلا يحكم بالتفويض ويختار الوسط.

(1) البحار: 5 / 54، كتاب العدل والإيمان، الحديث 93.
2. البحار، 5 / 41 الحديث 64.
(٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 54 55 56 58 59 60 61 62 63 64 65 ... » »»