لب الأثر في الجبر والقدر - محاضرات السيد الخميني ، للسبحاني - الصفحة ٢٩٢
للبياض، لا يصح وصفه بالأبيض إلا بعد انضمام أمر خارج عنه كالبياض إلى الجسم.
إذا عرفت ذلك، فاعلم أن السعادة والشقاء ليستا ذاتيتين بالمعنى الأول، إذ ليستا جنسا ولا نوعا ولا فصلا للإنسان، كما أنهما ليستا ذاتيتين من النوع الثاني، لأن الذاتي بهذا المعنى ينتزع من صميم الشئ بدون ضم ضميمة إليه وليس فرض الإنسان وحده كافيا في انتزاع السعادة والشقاء عنه ما لم ينضم إليه شئ من العقيدة والعمل، فالعقائد الصالحة والأعمال المرضية هي المصححة لانتزاع السعادة من الإنسان، كما أن انضمام العقائد الفاسدة والأعمال الطالحة هما المصححان لانتزاع الشقاء. وهذا إن دل على شئ فإنما يدل على أنهما من الأمور التي يكتسبها الإنسان طيلة حياته، سواء أرجعتا إلى الملكات الصالحة أو الخبيثة، أو إلى الأعمال المنجية أو الموبقة.
(٢٩٢)
مفاتيح البحث: يوم عرفة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 287 288 289 290 291 292 293 294 295 296 297 ... » »»