لب الأثر في الجبر والقدر - محاضرات السيد الخميني ، للسبحاني - الصفحة ١٥٠
الكسب عند الأشعري والحال * عند البهشمي وطفرة النظام (1) وأوضح تفسير له ما ذكره الفاضل القوشجي وقال: المراد بكسبه إياه مقارنة الفعل لقدرة الإنسان من غير أن يكون هناك منه تأثير أو مدخل في وجوده سوى كونه محلا له. (2) يلاحظ عليه: إذا كان دور العبد، هو دور المقارنة بلا تأثير لقدرته وإرادته، فلماذا كان هو المسؤول عن فعل الغير؟
وأخيرا نسأل عن الفرق بين تلك الحركة والحركة الاضطرارية مع أنا نجد الفرق الواضح بين الحركتين.
ولأجل ذلك ذهب المحققون من الأشاعرة في العصر الحاضر إلى إنكار الكسب، ومالوا إلى القول بتأثير إرادة العبد وقدرته، وقد ذكرنا كلماتهم في الإلهيات فراجع. (3) وقال الإمام الرضا (عليه السلام) فيما كتبه إلى المأمون من محض الإسلام: " إن أفعال العباد مخلوقة لله خلق تقدير، لا خلق تكوين، والله خالق كل شئ ولا نقول بالجبر والتفويض... " (4).

(1) الخطيب عبد الكريم المصري: القضاء والقدر: 185.
(2) شرح التجريد: 445.
(3) الإلهيات: 2 / 281 - 282.
(4) الصدوق: عيون أخبار الرضا: 2 / 121، لاحظ البحار ج 8 6 / 262.
(١٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 ... » »»