وعلى صعيد آخر: إن الوجود حقيقة واحدة ذات مراتب مشككة، فكل مرتبة من مراتب الوجود غير خالية عن أصل الحقيقة (الوجود) وإنما تختلف فيه شدة وضعفا، فيستنتج من هذين الأمرين:
1. أصالة الوجود واعتبارية الماهيات.
2. أن الوجود حقيقة واحدة سارية في جميع المراتب.
عدم انفكاك الكمالات عن حقيقة الوجود في عامة المراتب خصوصا في المرتبة التامة، أعني: صرف الوجود وبحته. (1) وبذلك يظهر وهن نظرية المعتزلة أيضا حيث أنكروا صفاته تعالى من رأس تخلصا من ورطة القدماء الثمانية، بيد أنهم وقعوا في محذور آخر وهو: خلو الذات عن الصفات وقيامها مناب الصفات، إذ يردها كلا الأمرين أيضا:
أ. إن موضوع الخلو إما الإمكان الماهوي أو الإمكان الاستعدادي.
ب. الوجود لا ينفك عن العلم وسائر الكمالات.
ثم إن المراد من عينية الصفات للذات ليس اتحاد مفاهيمها