لب الأثر في الجبر والقدر - محاضرات السيد الخميني ، للسبحاني - الصفحة ١٥
وعلى صعيد آخر: إن الوجود حقيقة واحدة ذات مراتب مشككة، فكل مرتبة من مراتب الوجود غير خالية عن أصل الحقيقة (الوجود) وإنما تختلف فيه شدة وضعفا، فيستنتج من هذين الأمرين:
1. أصالة الوجود واعتبارية الماهيات.
2. أن الوجود حقيقة واحدة سارية في جميع المراتب.
عدم انفكاك الكمالات عن حقيقة الوجود في عامة المراتب خصوصا في المرتبة التامة، أعني: صرف الوجود وبحته. (1) وبذلك يظهر وهن نظرية المعتزلة أيضا حيث أنكروا صفاته تعالى من رأس تخلصا من ورطة القدماء الثمانية، بيد أنهم وقعوا في محذور آخر وهو: خلو الذات عن الصفات وقيامها مناب الصفات، إذ يردها كلا الأمرين أيضا:
أ. إن موضوع الخلو إما الإمكان الماهوي أو الإمكان الاستعدادي.
ب. الوجود لا ينفك عن العلم وسائر الكمالات.
ثم إن المراد من عينية الصفات للذات ليس اتحاد مفاهيمها

(1) ثمة براهين أخرى لاتحاد الصفات مع الذات ذكرها صدر المتألهين في أسفاره: 6 / 133 - 136.
(١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 ... » »»