لب الأثر في الجبر والقدر - محاضرات السيد الخميني ، للسبحاني - الصفحة ١٤٠
من خالق غير الله) * (1).
وقد أوضح الشريف الجرجاني عقيدة الأشاعرة في " شرح المواقف " حيث قال: إن أفعال العباد الاختيارية واقعة بقدرة الله سبحانه وحدها وليس لقدرتهم تأثير فيها، بل الله سبحانه أجرى عادته بأن يوجد في العبد قدرة واختيارا، فإذا لم يكن هناك مانع أوجد فيه فعله المقدور مقارنا لهما، فيكون فعل العبد مخلوقا لله إبداعا وإحداثا ومكسوبا للعبد، والمراد بكسبه إياه مقارنته لقدرته وإرادته من غير أن يكون هناك منه تأثير أو مدخل في وجوده سوى كونه محلا له. هذا مذهب الشيخ أبي الحسن الأشعري (2).
يلاحظ على هذا التفسير:
1. إن هذا الرأي خلاف الفطرة الإنسانية وخلاف ما يجده كل إنسان في قرارة نفسه، حيث يعتقد بأن للأشياء كالعقاقير والنباتات آثارا يتداوى بها، ولا معنى لخلق ذلك العلم الخاطئ والباطل في نفوسنا، ولا فائدة له سوى الإغراء بالجهل، وهو قبيح شرعا. كما هو قبيح عقلا. والأشعري وإن لم يكن قائلا بالحسن والقبح العقليين لكنه يقول بهما شرعا.

(١٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 134 135 136 137 139 140 141 142 143 144 145 ... » »»