لب الأثر في الجبر والقدر - محاضرات السيد الخميني ، للسبحاني - الصفحة ١٣٥
الكون، لاستنادها إلى ذات الواجب، وثالثة إلى قاعدة: " الشئ ما لم يجب لم يوجد " قائلا بأن " الوجوب والاختيار متضادان لا يجتمعان ".
وبذلك ظهر أن للجبر مناهج ثلاثة:
1. منهج المتكلم الإلهي.
2. منهج العالم المادي.
3. منهج العالم الفلسفي.
ولكل، أدلة وبراهين، تلزم دراستها بدقة.
مناهج التفويض:
إن للتفويض منهجين وإن كانا متحدين في النتيجة، فالإلهي القائل بأن الله سبحانه فوض فعل الإنسان إليه وليس له فيه أي صنع، فهو مستقل في عمله وفعله، بلا حاجة إلى علة فوقه، له منهج، يغاير منهج بعض الغربيين (الوجوديين) القائلين بأن الإنسان يتكون بلا لون ولا ماهية، وإنه يفتح عينيه على الكون بلا خصوصية وكيفية، وإنما يكتسبها بإرادته وفعله، إذ لو ظهر على صفحة الوجود مع الخصوصية لزم كونه مجبورا ومقهورا لها.
فالمعتزلي ينطلق من مبدأ العدل، ولصيانة عدله سبحانه
(١٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 130 131 132 133 134 135 136 137 139 140 141 ... » »»