قرة العينين من أحاديث الفريقين - محمد حياة الأنصاري - الصفحة ١١٥
أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه رحمه الله عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن علوية، عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال: أخبرنا محمد بن عمرو الرازي، قال: حدثنا الحسين بن المبارك قال: حدثنا الحسن بن سلمة قال: لما بلغ أمير المؤمنين صلوات الله عليه مسير طلحة والزبير وعائشة من مكة إلى البصرة نادى: الصلاة جامعة، فلما اجتمع الناس حمد الله وأثنى عليه ثم قال:
أما بعد: فإن الله تبارك وتعالى لما قبض نبيه صلى الله عليه وسلم قلناه " نحن أهل بيته وعصبته وورثته وأولياؤه وأحق خلائق الله به، لا تنازع حقه وسلطانه فبينما نحن على ذلك إذ نفر المنافقون فانتزعوا سلطان نبينا صلى الله عليه وسلم منا ولوه غيرنا، فبكت لذلك والله العيون والقلوب منا جميعا وخشنت - والله الصدور، وأيم الله، لولا مخافة الفرقة بين المسلمين، وأن يعودوا إلى الكفر ويعود الدين لكنا قد غيرنا ذلك ما استطعنا. وقد ولي ذلك ولاة ومضوا لسبيلهم ورد الله الأمر إلي، وقد بايعني، وقد نهضا إلى البصرة، ليفرقا جماعتكم، ويلقيا بأسكم بينكم، اللهم فخذهما بغشهما لهذه الأمة وسوء نظرهما للعامة ".
أخرجه المفيد في " الأمالي " ص / 154 م / 19 ح / 6 عمر بن شيبة، عن المدائني، عن أبي مخنف، عن جابر، قال: لما خرج طلحة والزبير كتبت أم الفضل بنت الحارث علي كرم الله وجهه بخروجهم فقال علي كرم الله وجهه:
" العجب الطلحة والزبير إن الله عز وجل لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قلنا: نحن أهله أولياؤه لا ينازعنا سلطانه أحد فأبى علينا قومنا فولوا غيرنا، وأيم الله! لولا مخافة الفرقة وأن يعود الكفر ويبور الدين لغيره فصبرنا على بعض الألم. ثم لم نر بحمد الله إلا خيرا، ثم وثب الناس على عثمان فقتلوه، ثم ثم بايعني ولم استكره أحدا وبايعني طلحة الزبير ولم يصبرا شهرا كاملا حتى خرجا إلى العراق ناكثين. اللهم فخذهما بفتنتهما للمسلمين.
أخرجه ابن عبد البر في الإستيعاب " - 1 / 490)
(١١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 ... » »»