عقيدة المسلمين في المهدي عليه السلام - مؤسسة نهج البلاغة - ج ١ - الصفحة ٢٧٥
بساحل البحر مما يلي عدن، فبعث إليهم نبي الله برسالة فأتوا مسلمين.
ومن أفناء الناس ألفان وثمانمائة وسبعة عشر ومن الملائكة أربعون ألفا، من ذلك من المسومين ثلاثة آلاف، ومن المردفين خمسة آلاف.
فجميع أصحابه _ عليه السلام _ سبعة وأربعون ألفا ومائة وثلاثون من ذلك تسعة رؤوس مع كل رأس من الملائكة أربعة آلاف من الجن والإنس، عدة يوم بدر، فبهم يقاتل وإياهم ينصر الله، وبهم ينتصر وبهم يقدم النصر ومنهم نضرة الأرض.
كتبتها كما وجدتها وفيها نقص حروف (1)

(١) البحار: ٥٣ / ٧٨ - ٨٨. وفيه بيان: لم ينطق فيه ناطق بكان أي كلما عبر عنه بكان فهو لضرورة العبارة إذ كان يدل على الزمان، وهو معرى عنه. موجود قبل حدوثه.
قوله _ عليه السلام _: من أهل أي جعله أهلا للنبوة والخلافة، قوله _ عليه السلام _: كلما نسج الله أي جمعهم مجازا، قوله _ عليه السلام _ : لم يسهم أي لم يشرك فيه، والعائر من السهام الذي لا يدري راميه، كناية عن الزنا واختلاط النسب، ويحتمل أن يكون مأخوذا من العار وكأنه تصحيف عاهر.
قوله _ عليه السلام _: فإن روح البصر لعل خبر إن مع كلمة الله وروح الحياة بدل من روح البصر أي روح الايمان الذي يكون مع المؤمن، وبه يكون بصيرا وحيا حقيقة، لا يكون إلا مع كلمة الله، أي إمام الهدى، فالكلمة من الروح: أي معه أو هو أيضا آخذ من الروح - أي روح القدس - والروح يأخذ من النور والنور هو الله تعالى كما قال: (الله نور السماوات والأرض) فبأيديكم سبب من كلمة الله وصل إليكم من الله ذلك السبب آثركم واختاركم وخصصكم به وهو نعمة من الله خصصكم بها لا يمكنكم أن تودوا شكرها.
قوله _ عليه السلام _: يظهر أي العون أو هو تعالى، قوله _ عليه السلام _: وإن فرقانا خبر إن إما محذوف أي بين ظاهر، أو هو قوله: يعز الله أو قوله: فليعد بتأويل مقول في حقه، والمراد بالفرقان القرآن، وقوله: سلامة مبتدأ وثقل الميزان خبره، أي سلامة من يخف في الطاعة ولا يكسل فيها، إنما يظهر عند ثقل الميزان في القيامة أو هو سبب لثقله، ويحتمل أن يكون التسليم مضافا إلى السلامة أي التسليم الموجب للسلامة وأهل مبتدأ وثقل بالتشديد على صيغة الجمع خبره.
قوله: والميزان بالحكمة أي ثقل الميزان بالعمل إنما يكون إذا كان مقرونا بالحكمة فإن عمل الجاهل لا وزن له، فتقديره: الميزان يثقل بالحكمة. والحكمة فضاء للبصر، أي بصر القلب يجول فيها، قوله: إني بالكسر والقصر أي وقتا، قوله: واعترفوا بقربان ما قرب لكم أي اعترفوا وصدقوا بقرب ما أخبركم أنه قريب منكم، قوله _ عليه السلام _: وأرف أرفه الأرف كصرد جمع الآرفة وهي الحد أي حدد حدوده وبينها، ثم الظاهر أنه قد سقط كلام مشتمل على ذكر القرآن قبل قوله: من ظهر وبطن فإنما ذكر بعده أوصاف القرآن وما ذكر قبله أوصاف الاسلام، وإن أمكن أن يستفاد ذكر القرآن من الوصف والتبيين والتحديد المذكورة في وصف الاسلام لكن الظاهر على هذا السياق أن يكون جميع ذلك أوصاف الاسلام.
والمراد بالاسمين الأعلين محمد وعلي - صلوات الله عليهما - ولهما نجوم أي سائر أئمة الهدى، وعلى نجومهما نجوم أي على كل من تلك النجوم دلائل وبراهين من الكتاب والسنة والمعجزات الدالة على حقيتهم، ويحتمل أن يكون المراد بالاسمين الكتاب والعترة.
قوله: تحمى على بناء المعلوم، والفاعل النجوم، أو على المجهول، وعلى التقديرين الضمير في حماه ومراعيه راجع إلى الاسلام، وكذا الضمائر بعدهما وكان في الأصل بعد قوله وأخلاق سنية بياض.
والطرفة - بالفتح -: نقطة حمراء من الدم تحدث في العين من ضربة ونحوها.
أقول: هكذا وجدتها في الأصل سقيمة محرفة، وقد صححت بعض أجزائها من بعض مؤلفات بعض أصحابنا، ومن الاخبار الاخر، وقد اعترف صاحب الكتاب بسقمها، ومع ذلك يمكن تصحيحها بها، وقد سبق كثير من فقراتها في باب علامات ظهوره _ عليه السلام _.
(٢٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 ... » »»
الفهرست