اختصاص لأنه مالكه، وهو (عليه السلام) يقول ان أولويته بالناس أشد وأأكد من أولويته بقميصه، وذلك لان القميص الذي يلبسه قد يحتمل فيه انه مسروق ثم اشتراه من السارق وهو لا يعلم به اما أولويته بالحكم فلا يحتمل فيها شئ من ذلك البتة بل هي نص من النبي (صلى الله عليه وآله) وبأمر من الله تعالى.
وكذلك قوله (عليه السلام): " وطفقت ارتئي بين ان أصول بيد جذاء أو اصبر على طخية عمياء يهرم فيها الكبير ويشيب فيها الصغير ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربه فرأيت ان الصبر على هاتا أحجى فصبرت وفي العين قذى وفي الحلق شجى أرى تراثي نهبا " ومعناه اخذت أخير نفسي بين ان أصول بقوة غير كافية كما في قوله (عليه السلام) " فلم أجد غير أهل بيتي فضننت بهم عن الموت ". فلو توفرت له القوة الكافية لقاتل أهل السقيفة وهو المعروف عنه من قوله (عليه السلام) " لو وجدت أربعين ذوي عزم لناهضت القوم ".
ان هذا الموقف من علي (عليه السلام) لا ينسجم مع فكرة أولوية التفضيل بل ينسجم مع فكرة أولوية الاختصاص.
وكذلك قوله (عليه السلام) " أو اصبر على طخية عمياء.. " فان معناه ان الذي حصل لم يكن مجرد غصب سلطة دنيوية حسب بل كان ذلك بداية انقلاب فكري وضلالة تعم الأمة، وهو ما أكده (عليه السلام) بعد مقتل