أقول: ان كان يريد ب (أهل البيت) الأئمة المعصومين فقد أخطأ القول فيما نسب إليهم، وذلك لان موقفهم (عليهم السلام) منهما هو موقف أبيهم علي (عليه السلام) وجدتهم الزهراء (عليه السلام).
اما موقف أبيهم علي (عليه السلام) فقد اتضح من خلال أقواله التي نقلناها عنه فيما مضى كقوله (عليه السلام) في خطبته المعروفة بالشقشقية " اما والله لقد تقمصها ابن أبي قحافة وانه ليعلم ان محلي منها محل القطب من الرحا... وطفقت ارتئي بين ان أصول بيد جذاء أو اصبر على طخية عمياء... فرأيت ان الصبر على هاتا أحجى " وقوله (عليه السلام) " اللهم اني أستعديك على قريش... فنظرت فإذا ليس لي رافد ولا ذاب ولا مساعد الا أهل بيتي فضننت بهم عن المنية... وصبرت من كظم الغيظ على امر من العلقم وآلم للقلب من حز الشفار " وقوله (عليه السلام) " لو وجدت أربعين ذوي عزم لناهضت القوم " ولازم هذه الأقوال انهما اغتصبا حقه، وكان يرى استرجاع حقه بالقوة لو كانت له قوة.
اما موقف جدتهم الزهراء (عليه السلام): فهو واضح من خلال ما ثبت عنها انها غضبت عليهما ثم أصرت على ابراز غضبها هذا عليهما حتى بعد موتها حيث أوصت ان لا يشهدا جنازتها وان لا يصليا عليها وان تدفن ليلا حرصا على تحقيق ذلك، وقد نفذ علي (عليه السلام) وصيتها ودفنها ولم يؤذن ابا بكر بدفنها.