دراسات في العقيدة الإسلامية - محمد جعفر شمس الدين - الصفحة ١٠٩
شرعت تبيد كل الآلهة الآخرين، لتجعل نفسها صاحبة المقام الأعلى. وأعقبت هذا ثورة عظيمة اضطرب منها كل نظام. ثم جاء إله آخر هو - مردك - وقتل - تيامات - ثم قسم تيامات الميتة قسمين مستطيلين، كما يقسم الإنسان السمكة ليجففها. ورفع أحد القسمين إلى أعلى فكان هو السماء. وبسط النصف الآخر تحت قدميه فكان الأرض. ولما ان فتق مردك السماء والأرض ووضعهما مكانيهما، شرع يعجن الأرض بدمائه ويصنع الناس (1) الخ.
النظريات حول أصل الحياة:
بعد هذا، لا بد من العود إلى استعراض ما ذكرناه من نظريات الخلق الثلاث.
1 - نظرية الخلق الخاص:
وهي ما يقول به الإلهيون. وفحوى هذه النظرية، هو أن الحياة قد استحدثت في هذا الكون، من قبل قوة فاعلة، هي نفس القوة التي يرد إليها الإلهيون خلق الكون نفسه، في مرحلة سابقة. هذه القوة هي: الله.
وهذه النظرية، قد أجمعت عليها جميع الأديان السماوية الثلاثة: اليهودية، والنصرانية، والإسلام، متمثلة في كتبها: التوراة، والإنجيل، والقرآن.
2 - نظرية النقل:
وحاصل نظرية النقل هذه، حول كيفية وجود الحياة على هذه الأرض

(1) نفس المصدر 217.
(١٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 ... » »»