بعده من القادة أولى بممارستها والرجوع إليها.
- قال الرازي: (ليقتدي به غيره في المشاورة، ويصير سنة في أمته) (1).
فنحن ما زلنا في دائرة واحدة، وهي دائرة الشورى التي يمارسها القائد في تخطيطه السياسي والاجتماعي والتنظيمي، مع قواعد شعبية واسعة، أو مع طليعة ممتازة، أو مع واحد تميز بخبرة خاصة في شأن من الشؤون التي يمكن أن تتسع لها الشورى، من غير الأحكام والتشريعات وما تخصصت النصوص الشرعية في بيانه.
إذن نحن إزاء شورى يمكن أن نطلق عليها اسم (شورى الحاكم).
هل اتخذت هذه الشورى نظاما ثابتا؟:
منذ أن نزلت هذه الآية الكريمة وحتى وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، هل اتخذت الشورى شكلا معينا ونظاما ثابتا؟
ومن كافة أمثلة الشورى وتطبيقاتها - ومعظمها في شؤون الحرب - أن النبي القائد صلى الله عليه وآله وسلم كان يختار للمشورة أحيانا من يشاء، وأحيانا يستمع إلى مشير يبدي رأيه ابتداء، دون أن ينتخب أشخاصا بأعيانهم للمشاورة في النوازل..
- فيوم الخندق، أشار عليه سلمان الفارسي رضي الله عنه بحفر خندق حول المدينة، فأخذ برأيه، وأمر بحفر الخندق، فحفر، وعاد على الإسلام والمسلمين بكل خير.. (2).