خلاصة علم الكلام - الدكتور عبد الهادي الفضيلي - الصفحة ١٤
الدلالات عليه، وعلى وحدانيته (1 وقال الشيخ الطبرسي: وقد اشتهرت الرواية عن النبي (ص)، أنه لما نزلت هذه الآيات قال: ويل لمن لاكها بين فكيه ولم يتأمل ما فيها (2).
وفي رواية الشيخ الظواهري: ويل لمن لاكها بين لحييه ولم يتفكر فيها (3).
وفي رواية الفاضل المقداد: ويل لمن لاكها بين لحييه ثم لم يتدبرها (4 وأوضح الفاضل المقداد الاستدلال على وجوب المعرفة بهذه الرواية، بقوله: رتب الذم على تقدير عدم تدبرها، أي عدم الاستدلال بما تضمنته الآية من ذكر الاجرام السماوية والأرضية، بما فيها من آثار الصنع والقدرة والعلم بذلك، الدالة على وجود صانعها وقدرته وعلمه، فيكون النظر والاستدلال واجبا، وهو المطلوب (5).
3 - قوله تعالى: (الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شئ قدير وأن الله قد أحاط بكل شئ علما) - الطلاق 12 -.
تشير الآية الكريمة إلى أن الغاية من خلق السماوات والأرض هي:
معرفة قدرة الله تعالى.
- ومعرفة علمه سبحانه.
وبديهي ان هذه المعرفة لا تتأتى الا بالتدبر والتأمل والتفكر فيهما.
وإذا كانت الغاية من خلق السماوات والأرض هي معرفة الله تعالى كما تشير الآية،

(١) التبيان ٣ / 78 - 79.
(2) مجمع البيان 2 / 298.
(3) التحقيق التام 35.
(4) النافع يوم الحشر 7.
(5) م. ن.
(١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 9 10 11 12 13 14 15 17 18 19 20 ... » »»