حديث الولاية - السيد علي الميلاني - الصفحة ٣٢
في نفس الليلة التي قتل فيها مالكا، وهذا ما أدى إلى ضجة شديدة بالمدينة المنورة بين عامة المسلمين - ففعل علي هذا، أي أخذ الجارية هذه من الخمس، وقال رسول الله: إن له أكثر من ذلك، وكان خالد يتصور بأنه لو ينتهز هذه الفرصة، ويرسل هؤلاء الجماعة، ويكتب هذا الكتاب، وينسق مع الموجودين في المدينة المنورة، الذين يفكرون تفكيره ويخططون معه، يمكنهم أن يستفيدوا من هذه القضية، لأن يحطوا من منزلة علي عند رسول الله وعند المسلمين، وكأن في القضية مؤامرة مدبرة من هؤلاء المنافقين، ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ملتفت إلى جميع القضايا، رسول الله يعلم، رسول الله عالم بنوايا هؤلاء القوم، وهم لا يعلمون أنه يسمع أصواتهم من وراء الباب، من وراء الجدار، وهم جالسون على بابه، فخرج (صلى الله عليه وآله وسلم) والغضب يعرف في وجهه فقال: ما تريدون من علي، ما تريدون من علي، دعوا عليا....
وما زالت المؤامرات ضد علي وإلى يومنا هذا، وما زال علي مظلوما تحاك له المؤامرات وتدبر له المخططات، وإلى متى؟ حتى بعض من ينسب نفسه إليه، حتى بعض من يدعي الانتساب إليه، وإلى متى يبقى علي مظلوما، لكن الله شاء هذا، وشاءت المصلحة العامة أن يكون حال علي كحال هارون، وأن تكون منزلته من
(٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 27 28 29 30 31 32 33 35 36 37 38 » »»
الفهرست