حديث الثقلين - السيد علي الميلاني - الصفحة ١٠
بمعنى متاع المسافر، فهذا أنسب بحال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وبالظروف التي قال فيها هذا الكلام، لأن المسافر من بلد إلى بلد وخاصة مع العزم على عدم العود إلى بلده السابق، يأخذ معه متاعه، ولما كانت المراكب في تلك العصور لا تتحمل أخذ جميع وسائل الإنسان وأمتعته، فلا بد وأن يأخذ المسافر أنفس الأشياء وأغلى الأشياء وأثمن الأشياء التي يمتلكها، أو تكون في حوزته.
ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول في حديث الثقلين: إني قد دعيت فأجبت، أو: يوشك أن أدعى فأجيب، هذه مقدمة حديث الثقلين، فيخبر رسول الله عن دنو أجله وقرب رحيله عن هذه الحياة، وحينئذ يقول: وإني تارك، ولا يخفى أن أغلى الأشياء عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأثمنها في حياته: القرآن والعترة، فكان ينبغي أن يأخذ القرآن والعترة معه، لكن مقتضى رأفته بهذه الأمة وحرصه على بقاء هذا الدين هو أن يبقي أغلى الأشياء عنده في هذا العالم، ويترك الثقلين الأمرين اللذين كان مقتضى الحال أن يأخذهما معه، فيقول: إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي، ثم يوصيهم بقوله: ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا، فالغرض من إبقاء هذين الأمرين بين الأمة، والهدف من تركهما فيهم هو أن لا يضلوا من بعده.
(١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»
الفهرست