تدوين الحديث وتاريخ الفقه - الحاج حسين الشاكري - الصفحة ٦٠
علما وفكرا بعد ما كانت الكوفة مدرسة لأهل الرأي والقياس.
وقد عد في تأريخ الكوفة (147) صحابيا وتابعيا من الذين هاجروا إلى الكوفة واستقروا فيها، عدا التابعين والفقهاء الذين انتقلوا إليها من قبل، والذين بلغ عددهم الآلاف، وسوى الأسر العلمية التي كانت تسكن هذا المصر (1).
وقد أورد ابن سعد في طبقاته ترجمة ل‍ (850) تابعيا ممن سكن الكوفة.
وقد انتقل الإمام الصادق (عليه السلام) في أيام أبي العباس السفاح إلى الكوفة واستقر بها لمدة سنتين (2). وقد استغل

(١) تأريخ الكوفة، للبراقي: ٣٩٧ و ٤٢٣، الطبعة الرابعة ١٤٠٧ ه‍ / ١٩٨٧ م، دار الأضواء - بيروت.
(٢) تأريخ الكوفة، للسيد حسين بن أحمد البراقي النجفي المتوفى عام ١٣٣٢ ه‍.
المروي أن الإمام (عليه السلام) استدعي عدة مرات إلى الكوفة وبغداد أيام السفاح والمنصور العباسي، ولعله في بعض هذه كانت إقامته الجبرية مدة طويلة.
ولا يبعد أن يكون الإمام (عليه السلام) قد أقام مدة سنتين متواصلتين بالكوفة، الأمر الذي حدى بالشيعة والمحدثين للازدلاف إليه والسماع من أحاديثه ورواياته، مما كون ذلك العدد الضخم من الرواة والمحدثين، حتى بلغ عددهم في بعض الروايات إلى الأربعة آلاف راو بأسمائهم وما رووا عن أحاديث الإمام الصادق (عليه السلام)، ومن أولئك، برز أربعمائة راو ومحدث كل يقول: حدثني جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام)، أو سمعوا ما روي لهم: فكانت حصيلة ذلك الأصول الأربعمائة التي عليها أصبح مدار الفقه الشيعي الإمامي الاثني عشري فيما بعد.
راجع في ذلك كتاب الإمام الصادق (عليه السلام) للشيخ محمد حسين المظفر 1: 125 - 130.
(٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 ... » »»