تدوين الحديث وتاريخ الفقه - الحاج حسين الشاكري - الصفحة ٥٦
وكانت المدينة المنورة المنطلق الأول للرسالة الإسلامية، فلا غرو أن تكون المدرسة الأولى للفقه الإسلامي، والموطن لفقهاء الشيعة من الصحابة والتابعين لهم بإحسان، فكان من فقهاء الصحابة جمع كبير بعد أمير المؤمنين والزهراء والحسنين (عليهم السلام)، وهم الذين تولى رسول الله (صلى الله عليه وآله) تربيتهم وتعليمهم، منهم على سبيل المثال: عبد الله بن عباس، وسلمان المحمدي الفارسي، وأبو ذر الغفاري، وأبو رافع، إبراهيم (1) مولى رسول الله (صلى الله عليه وآله).
قال النجاشي: أسلم أبو رافع قديما بمكة، وهاجر إلى المدينة، وشهد مع النبي (صلى الله عليه وآله) مشاهده، ولزم أمير المؤمنين (عليه السلام) من بعده، وكان من خيار الشيعة، ولأبي رافع كتاب " السنن والأحكام والقضاء " (2).

(١) وقيل: إن اسمه: أسلم، ويقال: ثابت، ويقال: هرمز، أصله قبطي، كان عبدا للعباس بن عبد المطلب، فوهبه للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فلما بشره بإسلام العباس أعتقه، شارك بعدة غزوات. راجع تهذيب الكمال للمزي ٣٣: ٣٠١، الرقم ٧٣٥٤.
(٢) أعيان الشيعة ١: ٣٤ و 35، القسم الثاني.
(٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 ... » »»