تدوين الحديث وتاريخ الفقه - الحاج حسين الشاكري - الصفحة ١٩
العمل السياسي التأثر بدوافع زهدية، أو لأن ذلك لا يعنيه، بل باعتبار أن تقلبات الأحداث فرضت وضعا سياسيا معينا، ولعدم ثقته بالقوى التي يفترض فيها أن تكسب الجولة الأخيرة في الصراع، أدى إلى أن يفقد الإمام دوره الطليعي الطبيعي في وسط الصراع، فهو حين لا يملك مبررات التحرك الثوري ونتائجه الإيجابية لنفسه، فمن البديهي أن لا يملك المبرر لتحمل مسؤولية التغيير، الذي لا يتحرك من منطلقات رسالية مخلصة، بل من منطلقات غريزية وذاتية، ظهرت آثارها على تصرفات الحكم وسلوكه فيما بعد، فكرس حياته كوالده (عليهما السلام)، واشتغل في تعليم المسلمين وبث معارف الدين ومعالم الرسالة المحمدية السمحاء، وبث علوم آل محمد، ومنهاج السماء الذي ورثه عن آبائه كابرا عن كابر.
جرت الأمور مجراها الطبيعي للغالبين على الحكم، يطوون أضلاعهم على الخوف، والحقد والحذر من الذين رفعوا شعارهم، ويشهرون أسلحتهم في كل مكان على الشبهة والظنة للمحافظة على دولتهم وعروشهم المزيفة وبقائها، وكان ذوو القربى في طليعة
(١٩)
مفاتيح البحث: الخوف (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 ... » »»