تدوين الحديث وتاريخ الفقه - الحاج حسين الشاكري - الصفحة ١٠
عن مبادئ الله عز وجل، بمقدار ما تلتحم بمبادئ معاوية.
وإن من شذوذ أحوال المجتمع، أنه سريع التأثر بالدعاوات الجارفة القوية - مهما كان لونها - ولا سيما إذا كانت مشفوعة بمطامع المال ومطامع الجاه من جهة، والإرهاب والتنكيل من جهة أخرى.
وما يدرينا بم رضي الناس من معاوية، فلعنوا معه عليا وحسنا وحسينا (عليهم السلام)؟ وما يدرينا بماذا نقم الناس على أهل البيت فنالوا منهم كما شاء معاوية أن ينالوا؟!
ربما يكون قد أقنعهم بأن عليا وأولاده، هم الذين حاربوا النبي (صلى الله عليه وآله) إبان دعوته، وإنهم هم الذين حرموا ما أحل الله وأحلوا ما حرم الله، وهم الذين ألحقوا العهار بالنسب، وهم الذين نقضوا المواثيق وحنثوا بالأيمان، وقتلوا كبار المسلمين صبرا، ودفنوا الأبرياء أحياء، وصلوا الجمعة يوم الأربعاء (1).

(1) يراجع عن هذا: مروج الذهب 2: 72، وعن غيره مما ذكر قبله.
(١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 ... » »»