تدوين الحديث وتاريخ الفقه - الحاج حسين الشاكري - الصفحة ١١
وربما يكون قد أطمعهم دون أن يقنعهم، وربما يكون قد أخافهم دون أن يطمعهم، فكان ما أراد " وارتقى بهم الأمر في طاعته إلى أن جعلوا لعن علي سنة ينشأ عليها الصغير ويهلك الكبير " (1). والمرجح أن معاوية هو الذي فضل تسمية هذه البدعة ب‍ (السنة)، فسماها معه المغرورون بزعامته والمأخوذون بطاعته كما أحب، وظل الناس بعده على بدعته، إلى أن ألغاها عمر بن عبد العزيز " وأخذ خطيب جامع (حران) يخطب ثم ختم خطبته ولم يقل شيئا من سب أبي تراب كعادته، فتصايح الناس من كل جانب: ويحك ويحك السنة السنة، تركت السنة ".
ثم كانت (سنة معاوية) هي الأصل التأريخي لتكوين هذه الكلمة تكوينا اصطلاحيا آخر، تناسل مع الأجيال، وتنوسيت معه مناسباته السياسية الأولى.
ولنتذكر هنا، أن عليا (عليه السلام) سمع قوما من أصحابه يسبون أهل الشام أيام حربهم بصفين، فنهاهم، وقال لهم:
" إني أكره لكم أن تكونوا سبابين، ولكنكم لو وصفتم

(1) مروج الذهب 2: 72.
(١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 ... » »»