الكشكول المبوب - الحاج حسين الشاكري - الصفحة ٢١
وارتفع النحيب من النساء.
ولما أفاق نظر إليهم وقال: ائتوني بدواة وكتف لأكتب لكم كتابا لا تضلوا بعدي أبدا، عرف عمر مغزى وصيته (صلى الله عليه وآله)، ثم أغمي عليه، فقام بعضهم يلتمس دواة وكتفا، فقال له عمر بن الخطاب: ارجع فإنه يهجر - بصريح العبارة - وفي رواية: قال عمر: قد غلبه الوجع، حسبنا كتاب الله. فاختلف الحاضرون واختصموا، فمنهم من قال: قدموا له ليكتب لكم كتابا لا تختلفون بعده، ومنهم أخذ بقول عمر، فقالت النسوة: ائتوا رسول الله حاجتة، فقال لهن عمر: اسكتن فإنكن صويحبات يوسف، إذا مرض عصرتن أعينكن، وإذا صح أخذتن بعنقه، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعدما أفاق: هن خير منكم (1).

(1) لو أن حزب عمر لم يكن حاضرا لما تجرأ أن يقول ما قال، وبقوله بدل ما أراد الله ورسوله، وغير مجرى الإسلام إلى يومنا هذا.
(٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 ... » »»