وأخرجه الطبراني في (المعجم الكبير) (3 / 180) ح / 3052 حدثنا محمد بن عبد الله الحضري، وزكريا بن يحيى الساجي قالا: ثنا نصر بن عبد الرحمن الوشاء (ح) وحدثنا أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري، ثنا سعيد بن سليمان الواسطي قالا: ثنا زيد بن الحسن الأنماطي ثنا معروف بن خربوذ، عن أبي الطفيل، عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال: لما صدر رسول الله من حجة الوداع، نهى أصحابه عن شجرات بالبطحاء متقاربات أن ينزلوا تحتهن، ثم بعث إليهن فقمم ما تحتهن من الشوك وعمد إليهن فصلى تحتهن ثم قام فقال:
(يا أيها الناس! إني قد نبأني اللطيف الخبير أنه لم يعمر نبي إلا نصف عمر الذي يليه من قبله، وإني لأظن أني يوشك أن أدعى فأجيب وأني مسؤول وأنكم مسؤولون فماذا أنتم قائلون؟) فقالوا: نشهد أنك قد بلغت وجهدت ونصحت، فجزاك الله خيرا فقال: (أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله وأن جنته حق وناره حق، وأن الموت حق، وأن البعث وبعد الموت حق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور) قالوا: بلى نشهد بذلك قال:
(اللهم اشهد) ثم قال: (يا أيها! إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم، فمن كنت مولاه فهذا مولاه - يعني عليا - اللهم وال من والاه وعاد من عاداه) ثم قال: (يا أيها الناس! إني فرطكم وأنكم واردون علي الحوض، حوض أعرض ما بين بصري وصنعاء فيه عدد النجوم قد حان من فضه وأني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيها الثقل الأكبر كتاب الله عز وجل سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فاستمسكوا به لا تضلوا ولا تبدلوا، وعترتي أهل بيتي، فإنه نبأني اللطيف الخبير: أنهما لن ينقضيا حتى يردا علي الحوض).