العترة والصحابة في السنة - محمد حياة الأنصاري - ج ٢ - الصفحة ١٨١
" والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم ".
(الآية / 12 من سورة محمد ص) حدثنا عبد الله، حدثني أبي، ثنا محمد بن جعفر وبهز، قالا: ثنا شعبة، عن عدي بن ثابت قال بهز في حديثه، قال: أخبرني عدي بن ثابت قال: سمعت أبا حازم المعنى يحدث، عن أبي هريرة أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو كافر يأكل أكلا كثيرا ثم أنه أسلم، فكان يأكل أكلا قليلا، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال:
" إن الكافر يأكل في سبعة أمعاء وإن المسلم يأكل مع معي واحد " أخرجه أحمد في " المسند " (2 / 455، 375، 435، 455، 121) حدثنا محمد بن المثنى العنزي، وابن بشار واللفظ لابن المثنى قالا: نا أمية بن خالد، نا شعبة، عن أبي حمزة القصاب، عن ابن عباس قال: كنت العب مع الصبيان فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فتواريت خلف باب قال: فجاء فخطأني وقال:
" اذهب ادع لي معاوية " قال: فجئت هو يأكل، ثم قال لي: " اذهب فادع لي معاوية " قال: فجئت فقلت:
هو يأكل، فقال: " لا اشبع الله بطنه ".
أخرجه مسلم في (2 / 325) باب من لعنه النبي صلى الله عليه وسلم من كتاب البر والصلة وقال الحافظ ابن كثير: " لا أشبع الله بطنه " فما شبع بعدها ". وقد انتفع معاوية بهذه الدعوة في الدنيا وأخراه، أما في الدنيا، فإنه لما صار إلى الشام أميرا، كان يأكل في اليوم سبع مرات يجاء بقصعة فيها لحم كثير وبصل فيأكل منها، ويأكل في اليوم سبع أكلات، ومن الحلوى والفاكهة شيئا كثيرا ويقول: " والله ما أشبع وإنما أعيا " قاله في " تاريخه " (8 / 123) وقال الحافظ ابن كثير: " أول من خطب جالسا معاوية حين كثر شحمه وعظم بطنه " ونسبه إلى الشعبي.
" البداية والنهاية " (8 / 141)
(١٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 ... » »»