علي بن محمد، ثنا أبو معاوية، ثنا موسى بن مسلم، عن ابن سابط وهو عبد الرحمن، عن سعد بن أبي وقاص، قال: قدم معاوية في بعض حجاته، فدخل عليه سعد، فذكروا عليا كرم الله وجهه فنال منه، فغضب سعد وقال: تقول هذا الرجل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" من كنت مولاه فعلي مولاه؟ " وسمعته يقول: " أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " وسمعته يقول:
" لأعطين الراية اليوم رجلا يحب الله ورسوله "؟
أخرجه ابن ماجة في " السنن " (1 / 45) ح / 121.
(فنال منه) أي نال معاوية من علي كرم الله وجهه، ووقع فيه وسبه، وقال الحافظ ابن كثير في " تاريخه " (7 / 353): وإسناده حسن.
أحمد بن خالد الذهبي أبو سعيد، ثنا محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي نجيح، عن أبيه، قال: لما حج معاوية أخذ بيد سعد بن أبي وقاص فقال:
يا أبا إسحاق! إنا قوم قد أجفانا هذا الغزو عن الحج حتى كدنا أن ننسي بعض سننه فطف نطف بطوافك، قال: فلما فرغ أدخله دار الندوة فأجلسه معه على سريره، ثم ذكر علي بن أبي طالب كرم الله وجهه فوقع فيه فقال: أدخلتني دارك وأجلستني على سريرك ثم وقعت في علي تشمته؟ والله! لأن يكون في إحدى خلاله الثلاث أحب إلي من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس، ولأن يكون لي ما قال له حين غزا تبوكا " ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي " لأحب إلي مما طلعت عليه الشمس، ولأن يكون لي ما قال له يوم خيبر: " لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه ليس بفرار " أحب إلي مما طلعت عليه الشمس، ولأن أكون صهره على ابنته ولي منها من الولد ما له أحب إلي من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس، لا أدخل عليك دارا بعد هذا اليوم، ثم نفض رداه ثم خرج.
أخرجه أبو زرعة وعنه ابن كثير في (7 / 353).
وفي رواية أم المؤمنين أم سلمة ولما مات الحسن بن علي عليهما السلام حج معاوية فدخل المدينة وأراد أن يلعن عليا كرم الله وجهه على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل له: إن ههنا سعد بن أبي وقاص ولا نراه يرضى بهذا فابعث إليه وخذ رأيه، فأرسل إليه وذكر له ذلك، فقال: إن فعلت هذا لأخرجن من المسجد ثم لا أعود إليه، فأمسك معاوية عن لعنه حتى مات سعد، فلما مات لعنه على المنبر وكتب إلى عماله أن يلعنوه على المنابر ففعلوا فكتبت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم إلى معاوية: إنكم تلعنون الله ورسوله صلى الله عليه وسلم على منابركم وذلك أنكم تلعنون علي بن أبي طالب ومن أحبه، وأنا أشهد أن الله أحبه ورسوله صلى الله عليه وسلم فلم يتلفت إلى كلامها.
أخرجه ابن عبد ربه في " العقد الفريد " (5 / 108).