الصحابة - السيد علي الميلاني - الصفحة ١٣
يظهر أن التعريف الأصح عند الحافظ ابن حجر، ليس فيه فرق مع المعنى اللغوي إلا في قيد الإسلام، إنه من لقي النبي مؤمنا به ومات على الإسلام.
في هذا التعريف الذي هو أصح، يكون المنافق من الصحابة، إذن، يكون المنافق صحابيا، ويؤيدون هذا التعريف بما يروونه عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من أنه قال في حق عبد الله بن أبي المنافق المعروف:
فلعمري لنحسنن صحبته ما دام بين أظهرنا، فيكون هذا المنافق صحابيا، وهذا موجود في الطبقات لابن سعد وغيره من الكتب (1) فإذن، يكون التعريف الأصح عاما، يعم المنافق والمؤمن بالمعنى الأخص، يعم البر والفاجر، يعم من روى عن رسول الله ومن لم يرو عن رسول الله، يعم من عاشر رسول الله ولازمه ومن لم يعاشره ولم يلازمه، لأن المراد والمقصود والمطلوب هو مجرد الالتقاء برسول الله، ولذا يقولون بأن مجرد رؤية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) محققة للصحبة، مجرد الرؤية!
يقول الحافظ ابن حجر: وهذا التعريف مبني على الأصح المختار عند المحققين، كالبخاري وشيخه أحمد بن حنبل ومن

(١) الطبقات الكبرى ٢ / 65، السيرة النبوية لابن هشام 3 / 305، وغيرهما.
(١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 7 8 9 11 12 13 14 15 16 17 19 ... » »»
الفهرست